الحريري: المشكلة «حزب الله» لا الطائفة الشيعية
أكد عدم التفريط في أمانة السلم الأهلي.. وذكّر بتصويت نواب الحزب على قانون مكافحة التبييض
في يوم زيارته الثاني للبقاع، واصل الرئيس سعد الحريري الإضاءة على جملة مواقف وطنية تحصينية للسلم الأهلي لافتاً الانتباه من «على بُعد مرمى حجر» من النيران الملتهبة في سوريا إلى أهمية ما ينعم به البقاعيون من أمن وأمان واستقرار، مع الإعراب في الوقت عينه عن الأسف لما يتكبّده لبنان جراء تورّط «حزب الله» في حروب «لا نجني منها سوى المقاطعة والعقوبات ووقف الدعم عن المؤسسات الشرعية». وإذ آثر التشديد على كون «المشكلة الحقيقية» هي في الأعمال التي يقترفها الحزب وليس في الطائفة الشيعية الكريمة، أوضح الحريري أنّ المشكلة هي بين «حزب الله»، وليس أخواننا الشيعة كما يحاول الحزب أن يصوّرها، وبين جزء أساسي من المجتمعَين الدولي والعربي، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ «كل لبنان بكل مناطقه وطوائفه بدءاً من الطائفة الشيعية الكريمة يدفع أثماناً لا تُطاق لخيارات لا رأي فيها للبنان واللبنانيين ودولتهم».
وبمعزل عن «كل من يُنظّر ويزايد على خياراتنا الوطنية» من دون الأخذ بالاعتبار مسؤولية درء اللهيب السوري ومنع تمدّده باتجاه البقاع وعموم أرجاء الداخل اللبناني، بدا الحريري حازماً بالقول خلال الإفطار الرمضاني الحاشد الذي أقامه أمس على شرف عائلات من زحلة والبقاع الأوسط وبعلبك: «أنا غير مستعد، لا من أجل مزايدات ولا انتخابات ولا من أجل أي شيء في الدنيا، أن أسمح لأهلي أن يتعرّضوا هنا في البقاع وفي لبنان لما يتعرّض له أخوتنا في سوريا»، وأردف مضيفاً: «هذه أمانة سلّمني إياها رفيق الحريري ولست مستعداً لا أن أفرّط فيها ولا أن أفرّط بكم».
وإذ أسف لكون «حزب الله» لا يريد أن يُقرّ بأنّ «سياساته الأمنية والعسكرية هي لعنة كبيرة يدفع ثمنها بحياتهم آلاف الشباب الذين يرميهم على جبهات القتال المجنون ومئات آلاف اللبنانيين بمصالحهم كافة»، استنكر الحريري تهجّم الحزب على قطاع المصارف بوصفه «آخر قطاع لا يزال يحمل الاقتصاد وعلى حاكم مصرف لبنان بحجّة أنهم يطبّقون قوانين ليسوا هم من وضعها»، مذكّراً في المقابل بالتزام مجلس النواب اللبناني بتطبيق هذه القوانين من خلال إقرار قوانين مكافحة تبييض الأموال نهاية العام الماضي بإجماع أعضاء المجلس بمن فيهم نواب «حزب الله». وأضاف: «هذا يعني أنه إذا أراد «حزب الله» أن يفتح حساباً في بنك إيراني فسوف يتم رفضه بسبب هذه القوانين نفسها، إلا أننا لم نسمع هجوماً من الحزب على المصارف الإيرانية وعلى البنك المركزي الإيراني».
أمّا عن الاستحقاق الرئاسي، وفي حين جدّد التذكير بمسؤولية «حزب الله» عن منع اكتمال النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية، فقد استغرب الحريري تعمّد الحزب تحميله مسؤولية الفراغ الرئاسي وتصوير الأمور وكأنه يرفض النزول إلى المجلس للاختيار بين مرشحي 14 آذار الرئيس أمين الجميل ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بينما في واقع الأمر «حزب الله» هو من يرفض المشاركة في جلسات الانتخاب والاختيار بين مرشحيه النائبين سليمان فرنجية وميشال عون. وختم الحريري بالإعراب عن قناعته بأنّ اليوم الذي يعود الجميع إلى صوابهم ووطنهم بات قريباً فتبدأ الحلول من انتخاب الرئيس ويبدأ الشغل الحقيقي على إنعاش البلد اقتصادياً ومعيشياً.
أضف تعليقك